recent
أحدث المقالات

مرض الانفصام بالشخصية | الأعراض والأسباب وطرق العلاج الفعّالة

يعتبر مرض الانفصام بالشخصية، المعروف أيضًا باسم الشيزوفرينيا، عبارة اضطراب نفسي مزمن يؤثر على طريقة التفكير والشعور والسلوك لدى المصابين به.

مرض الانفصام بالشخصية: الأعراض والأسباب وطرق العلاج الفعّالة

يُعد هذا المرض من أكثر الاضطرابات النفسية تعقيدًا وتأثيرًا على الحياة اليومية، حيث يتسبب في تشويش على إدراك الواقع ويؤدي إلى ظهور أعراض مثل الهلوسات، الأوهام، والسلوكيات غير المنظمة. التوعية بمرض الانفصام بالشخصية أمر بالغ الأهمية، نظرًا لتأثيره الكبير ليس فقط على المريض، ولكن أيضًا على أسرته والمجتمع من حوله.

في هذا المقال، سنتعرف على مرض الانفصام بالشخصية، ونستعرض ف أعراضه وأسبابه المحتملة، وكذلك طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع المرضى ودور المجتمع في دعمهم.

تابع القراءة للتعرف على كل ما تحتاج معرفته عن هذا الاضطراب النفسي وكيفية تقديم الدعم للأشخاص المصابين به.

ما هو مرض الانفصام بالشخصية؟

يُعرف مرض الانفصام بالشخصية علميًا باسم الشيزوفرينيا (Schizophrenia)، وهو اضطراب نفسي شديد يؤثر على قدرة الشخص على التفكير بوضوح وإدراك الواقع بطريقة صحيحة. يعاني المرضى من تغيرات في السلوك والمشاعر، ما يجعلهم يعيشون في حالة من التداخل بين الواقع والخيال. يُعاني المصابون من صعوبة في التفاعل مع البيئة المحيطة بهم، مما قد يؤدي إلى العزلة والتدهور الاجتماعي.

ظهر هذا المرض في الأدبيات الطبية لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، حيث عُرف بأنه حالة من الاضطراب الذهني المزمن. مع تقدم الدراسات الطبية والعلمية، تم توثيق المزيد من الأبحاث حول هذا المرض، وتطوير طرق تشخيص وعلاج حديثة تساعد في تحسين حياة المصابين به.

أهمية التوعية بمرض الانفصام بالشخصية

التوعية حول مرض الانفصام بالشخصية لا تقل أهمية عن فهم الأعراض أو الأسباب. إذ يعاني العديد من المرضى من وصمة اجتماعية شديدة نتيجة عدم الفهم الكافي لهذا المرض، مما يؤدي إلى انعزالهم عن المجتمع.

لذلك، فإن نشر الوعي يساعد في تقليل هذا الوصم، ويزيد من فرص المرضى في الحصول على الدعم والعلاج المناسبين. بالإضافة إلى ذلك، فهم المرض يساعد أفراد المجتمع في التعامل مع المصابين وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي الذي يحتاجونه، مما يساهم في تحسين جودة حياتهم.

أعراض مرض الانفصام بالشخصية

تُعتبر الأعراض التي تظهر على مرضى الانفصام بالشخصية من أكثر الجوانب تعقيدًا وإرباكًا لهذا الاضطراب النفسي. يُعاني المصابون من مجموعة متنوعة من الأعراض التي تؤثر على التفكير والسلوك والإدراك. تتمثل هذه الأعراض في هلاوس، أوهام، وسلوكيات غير منظمة، مما يجعل المصاب غير قادر على التفاعل مع الواقع بطريقة سليمة.

هنا في هذا القسم سنستعرض الأعراض الرئيسية لمرض الانفصام بالشخصية، بما في ذلك أعراض إيجابية وسلبية وذهنية، وكيف تؤثر هذه الأعراض على حياة المصابين.

أولاً: الأعراض الإيجابية لمرض الانفصام بالشخصية

الأعراض الإيجابية هي الأعراض التي تتمثل في وجود إضافات غير طبيعية في التفكير أو السلوك، والتي لا توجد لدى الأشخاص الأصحاء. هذه الأعراض تشمل الهلاوس، الأوهام، واضطرابات التفكير. على سبيل المثال:

  1. الهلاوس: غالبًا ما يسمع المصاب أصواتًا غير موجودة، أو يرى أشياء غير حقيقية. الهلاوس السمعية هي الأكثر شيوعًا، حيث يسمع المريض أصواتًا تعطيه أوامر أو تسيء إليه.
  2. الأوهام: يُعاني المريض من معتقدات غير واقعية أو غير منطقية، مثل الاعتقاد بأنه مراقب أو أن هناك قوى خارجية تتحكم في حياته.
  3. اضطرابات التفكير والكلام: يجد المريض صعوبة في تنظيم أفكاره والكلام بشكل منطقي، مما يجعل حديثه مشتتًا أو غير مفهوم.

هذه الأعراض تجعل من الصعب على المرضى التفاعل مع الآخرين وفهم الواقع، مما يزيد من عزلة المريض ويؤثر على جودة حياته.

ثانياً: الأعراض السلبية لمرض الانفصام بالشخصية

على عكس الأعراض الإيجابية، تتمثل الأعراض السلبية في نقص أو غياب بعض القدرات الطبيعية لدى الشخص. يمكن أن تشمل هذه الأعراض:

  1. فقدان الدافع (الأفولوشيا): يعاني المريض من نقص في الدافع لأداء الأنشطة اليومية أو اتخاذ قرارات بسيطة.
  2. تبلد المشاعر: يصبح المريض غير قادر على التعبير عن مشاعره، مما يجعله يظهر بمظهر غير مبالٍ أو بارد عاطفيًا.
  3. العزلة الاجتماعية: يشعر المريض بصعوبة في التفاعل مع الآخرين أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، مما يؤدي إلى انسحابه من المجتمع.

هذه الأعراض السلبية تؤثر بشدة على الحياة اليومية للمريض، حيث يصبح من الصعب عليه الحفاظ على العلاقات أو ممارسة الأنشطة التي كانت تُعد طبيعية في السابق.

ثالثاً: الأعراض الذهنية للفصام

تشمل الأعراض الذهنية للفصام تدهورًا في القدرات العقلية للمريض، مما يؤثر على ذاكرته وتركيزه وقدرته على اتخاذ القرارات. يُعاني المرضى من صعوبة في:

  1. التفكير المنطقي: يجدون صعوبة في استنتاج الأمور أو حل المشكلات.
  2. التركيز: قد يصعب على المريض الحفاظ على التركيز لفترات طويلة، مما يؤثر على أدائه في العمل أو الدراسة.
  3. الذاكرة: يُلاحظ وجود تراجع في القدرة على تذكر المعلومات أو الأحداث الحديثة.

تؤثر هذه الأعراض الذهنية على الحياة العملية لمريض الفصام في الشخصية، حيث تقل قدرته على الأداء اليومي الفعّال سواء في العمل أو في المهام المنزلية.

من خلال استعراض الأعراض الإيجابية والسلبية والذهنية لمرض الفصام بالشخصية، يتضح أن هذا المرض يؤثر بشكل شامل على مختلف جوانب حياة المصابين. سواء كانت الأعراض تتعلق بالهلوسة أو الأوهام، أو بانسحاب المريض من الأنشطة اليومية، فإن فهم هذه الأعراض يساعد على التعامل مع المرضى بطريقة أكثر فعالية وتقديم الدعم اللازم لهم.

أسباب مرض الانفصام بالشخصية

تظل أسباب مرض الانفصام بالشخصية، أو الشيزوفرينيا، موضوعًا معقدًا ومتنوعًا في الأبحاث الطبية والنفسية، وفهم الأسباب المحتملة لهذا الاضطراب يمكن أن يساعد في تحسين استراتيجيات الوقاية والتشخيص والعلاج.

يعتقد الباحثون أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية التي قد تساهم في ظهور المرض. في الفقرات التالية سنستعرض العوامل الرئيسية المساهمة في تطور مرض الانفصام بالشخصية كما يأتي:

أولاً: العوامل الوراثية

تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في احتمالية إصابة الأفراد بمرض الانفصام بالشخصية. الأبحاث أظهرت أن هناك احتمالية أعلى للإصابة بالمرض إذا كان لدى الشخص تاريخ عائلي مع المرض. تشمل النقاط الرئيسية حول العوامل الوراثية:

1. الاستعداد الوراثي

يُظهر الأفراد الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابين بالمرض، زيادة في خطر الإصابة. تشير الدراسات إلى أن احتمالية إصابة الشخص بمرض الانفصام بالشخصية تصل إلى 10% إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالمرض.

2. الجينات المتورطة

لم يتم تحديد جين واحد يسبب المرض، بل يشمل الأمر مجموعة من الجينات التي تتفاعل بطرق معقدة. الأبحاث الحالية تركز على تحديد هذه الجينات وفهم دورها في تطور المرض.

الوراثة تلعب دورًا مهمًا، ولكنها ليست العامل الوحيد. هناك عوامل بيئية وبيولوجية تلعب أيضًا دورًا كبيرًا في تطور المرض.

ثانياً: العوامل البيئية

تلعب العوامل البيئية دورًا بارزًا في زيادة احتمالية الإصابة بمرض الانفصام بالشخصية، حيث يمكن أن تسهم مجموعة من العوامل البيئية في ظهور المرض. تشمل هذه العوامل:

1. الضغوط النفسية

قد تسهم الضغوط الكبيرة مثل فقدان عزيز أو صدمات نفسية أو حالات الضغط المستمر في تحفيز ظهور الأعراض لدى الأفراد المستعدين وراثيًا.

2. التحفيز البيئي في فترة النمو

التأثيرات البيئية أثناء فترة الطفولة والمراهقة، مثل نقص الرعاية أو التعرض للأذى الجسدي أو العاطفي، قد تسهم في زيادة خطر الإصابة.

العوامل البيئية تعمل بالتعاون مع العوامل الوراثية لتزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، وتبرز أهمية التعامل مع البيئة المحيطة والأحداث الحياتية المؤثرة.

ثالثاً: العوامل البيولوجية

تتضمن العوامل البيولوجية التغيرات في بنية الدماغ ووظائفه، التي قد تلعب دورًا في تطور مرض الانفصام بالشخصية. تشمل النقاط الرئيسية:

  1. التغيرات الكيميائية في الدماغ: يُعتقد أن الاختلالات في مستويات المواد الكيميائية مثل الدوبامين والسيروتونين تؤدي إلى ظهور أعراض المرض.
  2. التغيرات الهيكلية في الدماغ: أظهرت الدراسات وجود تغييرات في بنية الدماغ، مثل انخفاض حجم بعض المناطق الدماغية، لدى الأشخاص المصابين بالشيزوفرينيا.

هذه العوامل البيولوجية تساهم في كيفية تأثير المرض على التفكير والإدراك، مما يجعل من الضروري دراسة التغيرات البيولوجية المرتبطة بالمرض لفهمه بشكل أفضل.

إن فهم أسباب مرض الانفصام بالشخصية يتطلب أخذ جميع العوامل في الاعتبار، من العوامل الوراثية إلى البيئية والبيولوجية. تلعب هذه العوامل دورًا معقدًا في تطور المرض، مما يستدعي تكامل الجهود البحثية لتطوير استراتيجيات فعالة في الوقاية والعلاج.

علاج مرض الانفصام بالشخصية

يعد علاج مرض الانفصام بالشخصية، أو الشيزوفرينيا، من الأمور الحيوية التي تسهم في تحسين نوعية حياة المرضى وتقليل شدة الأعراض. يتضمن العلاج عادةً مزيجًا من الأدوية والعلاج النفسي والدعم الاجتماعي.

سنستعرض في الفقرات التالية الاستراتيجيات المختلفة لعلاج مرض الانفصام بالشخصية، كالتالي:

أولاً العلاجات الدوائية

تلعب الأدوية دورًا أساسيًا في إدارة أعراض مرض الانفصام بالشخصية. تساعد الأدوية على تقليل الأعراض الإيجابية مثل الهلاوس والأوهام، وتساهم في تحسين الاستقرار النفسي. تشمل العلاجات الدوائية:

  • الأدوية المضادة للذهان: تُستخدم لتخفيف الأعراض الإيجابية للمرض. تشمل الأدوية الشائعة في هذه الفئة:
    • الأدوية التقليدية: مثل الكلوربرومازين والهالوبيريدول، التي تعمل على تقليل نشاط الدوبامين في الدماغ.
    • الأدوية غير التقليدية (الجيل الثاني): مثل الأولانزابين والريسبيريدون، التي قد تكون أقل تأثيرًا جانبيًا من الأدوية التقليدية.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئات: تُستخدم في بعض الحالات لتخفيف الأعراض الاكتئابية والقلق التي قد ترافق مرض الانفصام بالشخصية.

تساعد الأدوية في تحسين أعراض المرض بشكل كبير، لكن من الضروري متابعة الجرعات ومراقبة التأثيرات الجانبية بشكل منتظم.

ثانياً: العلاج النفسي

يعتبر العلاج النفسي جزءًا مهمًا من خطة العلاج الشاملة لمرض الانفصام بالشخصية. يشمل العلاج النفسي عدة طرق تهدف إلى تحسين التفاعل الاجتماعي، وتقليل الأعراض، وتعزيز التكيف مع الحياة اليومية. تشمل الأساليب النفسية:

  1. العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد في تعديل الأفكار والسلوكيات غير المنطقية، ويعزز مهارات التعامل مع الأعراض.
  2. العلاج الأسري: يشمل العمل مع العائلة لتوفير الدعم والتدريب على كيفية التعامل مع أعراض المرض وتخفيف الضغوطات العائلية.
  3. الدعم الاجتماعي والتدريب المهني: يساعد المرضى على تطوير مهارات الحياة اليومية والقدرة على المشاركة في أنشطة اجتماعية ومهنية.

يعمل العلاج النفسي على تحسين جودة حياة المرضى من خلال تعزيز فهمهم لمرضهم وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع تحديات الحياة اليومية.

ثالثاً: التدخلات الاجتماعية

التدخلات الاجتماعية تلعب دورًا مهمًا في تحسين حياة المرضى بمرض الانفصام وتعزيز استقرارهم. تشمل هذه التدخلات:

  • الدعم المجتمعي: يوفر المساعدة من خلال المجموعات الداعمة والبرامج المجتمعية التي تساعد المرضى على التفاعل الاجتماعي وتعزيز شعورهم بالانتماء.
  • التدريب على مهارات الحياة: يساعد المرضى على تعلم مهارات أساسية مثل إدارة المال، التنظيم الشخصي، والتواصل الفعال.

تعمل التدخلات الاجتماعية على تقليل العزلة وتحسين القدرة على التفاعل بنجاح مع المجتمع المحيط.

تعتبر العلاجات الدوائية والنفسية والتدخلات الاجتماعية مجتمعةً ضرورية لإدارة مرض الانفصام بالشخصية بفعالية. إن فهم هذه الاستراتيجيات العلاجية يمكن أن يساعد المرضى في التعامل بشكل أفضل مع الأعراض وتحسين نوعية حياتهم.

كيفية التعامل مع مرض الانفصام بالشخصية

التعامل مع مرض الانفصام بالشخصية يمثل تحديًا كبيرًا للأفراد المصابين وأسرهم. يتطلب الأمر استراتيجيات متعددة لضمان توفير الدعم المناسب والعيش بجودة حياة أفضل. في الفقرات التالية سنستعرض استراتيجيات التعامل الفعّالة التي تشمل دعم الأسرة، الرعاية الذاتية، والتواصل الفعّال مع المهنيين الصحيين.

1- دعم الأسرة

تلعب الأسرة دورًا حيويًا في دعم الأشخاص المصابين بمرض الانفصام بالشخصية. يوفر الدعم العائلي بيئة مستقرة تشجع على التعايش الناجح مع المرض. تشمل استراتيجيات الدعم العائلي:

  • التثقيف حول المرض: من المهم أن يكون أفراد الأسرة على دراية كاملة بطبيعة مرض الانفصام بالشخصية وكيفية تأثيره على سلوك المريض وأفكاره. يمكن أن يسهم التعليم في تقليل التوترات العائلية وتحسين التواصل.
  • توفير بيئة داعمة: خلق بيئة هادئة ومستقرة في المنزل يمكن أن يساعد في تقليل التوترات التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض. يتضمن ذلك التعامل بصبر وتعاطف مع المريض.
  • المشاركة في العلاج: في بعض الأحيان، قد يكون من المفيد لأفراد الأسرة المشاركة في الجلسات العلاجية أو مجموعات الدعم الأسرية لتعلم كيفية تقديم الدعم بشكل فعّال.

يؤدي الدعم العائلي إلى تحسين قدرة المرضى على التكيف والتعامل مع أعراض المرض، مما يعزز جودة حياتهم.

2- الرعاية الذاتية والتعامل الشخصي

الرعاية الذاتية ضرورية للأشخاص المصابين بمرض الانفصام بالشخصية للحفاظ على صحتهم النفسية والجسدية. تشمل استراتيجيات الرعاية الذاتية:

  • تطوير روتين يومي: يساعد تنظيم الروتين اليومي، بما في ذلك أوقات النوم، الطعام، والنشاط البدني، في تحسين استقرار الحالة النفسية وتقليل الأعراض.
  • ممارسة التقنيات الاسترخائية: تقنيات مثل التأمل، التنفس العميق، واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل مستويات القلق والتوتر التي قد تؤثر على المرض.
  • مراقبة الأعراض والإبلاغ عنها: من الضروري متابعة الأعراض بانتظام والتواصل مع الأطباء بشأن أي تغييرات أو تطورات قد تطرأ.

تعزز الرعاية الذاتية من قدرة المرضى على إدارة أعراضهم بفعالية وتحسين رفاهيتهم بشكل عام.

3- التواصل مع المهنيين الصحيين

التواصل الفعّال مع المهنيين الصحيين يعد أساسيًا في إدارة مرض الانفصام بالشخصية. يشمل ذلك:

  • مواعيد منتظمة مع الأطباء: يجب على المرضى حضور مواعيد متابعة دورية مع الأطباء لمراقبة تقدم العلاج وتعديل الجرعات إذا لزم الأمر.
  • الشفافية في التواصل: يجب على المرضى أن يكونوا صريحين مع مقدمي الرعاية الصحية حول الأعراض والتحديات التي يواجهونها لضمان تقديم العلاج المناسب.
  • طلب المساعدة عند الحاجة: إذا شعر المرضى أو أسرهم بأنهم بحاجة إلى دعم إضافي، يجب عليهم عدم التردد في طلب المساعدة من المتخصصين أو المجموعات الداعمة.

التواصل الجيد مع المهنيين الصحيين يساهم في تحسين فعالية العلاج وضمان التكيف السليم مع المرض.

تعتبر استراتيجيات دعم الأسرة، الرعاية الذاتية، والتواصل مع المهنيين الصحيين ضرورية لتحسين حياة الأشخاص المصابين بمرض الانفصام بالشخصية. من خلال تبني هذه الاستراتيجيات، يمكن للأفراد وأسرهم التعامل بشكل أفضل مع المرض وتعزيز رفاهيتهم.

الأسئلة الشائعة حول مرض الفصام في الشخصية

في هذا القسم، سنجيب على مجموعة من الأسئلة الشائعة التي قد تدور في أذهان قرائنا حول مرض الفصام في الشخصية. هدف هذه الأسئلة هو توضيح الجوانب المختلفة للمرض، من التعريف إلى طرق التعامل معه، وتقديم معلومات مفيدة للمساعدة في فهم أفضل للحالة.

ما هو الانفصام بالشخصية؟

الانفصام بالشخصية، المعروف أيضًا بالشيزوفرينيا، هو اضطراب نفسي مزمن يؤثر على التفكير، الشعور، والسلوك. يتميز المرض بظهور أعراض مثل الهلاوس، الأوهام، واضطراب التفكير. الأشخاص المصابون بالشيزوفرينيا قد يعانون من صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل الاجتماعي والقيام بالأنشطة اليومية.

تشمل أعراض الانفصام بالشخصية:

  1. الأعراض الإيجابية مثل الهلاوس (سماع أصوات غير موجودة) والأوهام (معتقدات غير واقعية).
  2. الأعراض السلبية: مثل نقص الحافز، والعزلة الاجتماعية، والصعوبة في التعبير عن العواطف.
  3. الأعراض المعرفية: التي تتضمن صعوبة في التفكير بوضوح والتركيز.

كيف تعرف أنك مصاب بالفصام؟

تشخيص مرض الانفصام بالشخصية يتطلب ملاحظة عدة أعراض لفترة طويلة. الأعراض الرئيسية التي يجب الانتباه إليها تشمل:

  • الهلاوس: سماع أصوات أو رؤية أشياء غير حقيقية.
  • الأوهام: اعتقادات خاطئة ومثيرة للقلق، مثل اعتقاد الفرد أنه مراقب دائمًا.
  • اضطراب التفكير: صعوبة في تنظيم الأفكار أو التواصل بوضوح مع الآخرين.

إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة، من المهم استشارة طبيب نفسي مختص لإجراء تقييم شامل. التشخيص المبكر يمكن أن يسهم في تحسين فعالية العلاج والحد من تأثير الأعراض على الحياة اليومية.

هل مريض انفصام الشخصية يعلم أنه مريض؟

في العديد من الحالات، قد لا يكون المريض مدركًا تمامًا لحالة مرضه بسبب تأثير الأعراض على الإدراك. قد يكون الشخص المصاب بالشيزوفرينيا غير قادر على التعرف على تصرفاته الغير منطقية أو تأثره بالأوهام. ولكن بعض المرضى قد يدركون أنهم يعانون من مشاكل نفسية وقد يطلبون المساعدة.

التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يساعد في توعية المريض بحالته وتحسين فهمه للمرض، مما يمكنه من التعامل مع الأعراض بشكل أفضل والاستفادة من العلاج.

كيف أتعامل مع مريض انفصام الشخصية؟

التعامل مع مريض انفصام الشخصية يتطلب صبرًا وتعاطفًا. بعض النصائح الهامة تشمل:

  1. التعلم عن المرض: فهم طبيعة الانفصام بالشخصية وأعراضه يمكن أن يساعد في تقديم الدعم المناسب.
  2. تقديم الدعم العاطفي: الاستماع والمشاركة بطريقة إيجابية يمكن أن يخفف من الشعور بالعزلة لدى المريض.
  3. تشجيع تناول العلاج: دعم المريض في متابعة خطة العلاج ومواعيد الأطباء يساهم في تحسين حالته.

التعامل الجيد مع المريض يساهم في تعزيز استجابته للعلاج وتحسين نوعية حياته.

ما هي أخطر أنواع الفصام؟

تتنوع أنواع مرض الفصام بالشخصية، وقد تتفاوت خطورتها حسب الأعراض التي تظهر. من بين الأنواع الأكثر خطورة:

  1. الانفصام الهادئ: يتميز بنقص واضح في التعبير العاطفي والحافز، مما يمكن أن يؤثر على قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.
  2. الانفصام الحاد: يظهر بأعراض شديدة مثل الهلاوس والأوهام التي تؤثر بشكل كبير على الحياة الاجتماعية والمهنية للمريض.

من المهم متابعة الحالة مع الأطباء المختصين لضمان الحصول على العلاج المناسب والتعامل مع الأعراض بشكل فعال.

الخاتمة: لقد تناولنا في هذا المقال جوانب متعددة من مرض الانفصام بالشخصية، بدءًا من تعريفه وأعراضه، وصولاً إلى استراتيجيات العلاج والتعامل. فهم هذه الجوانب يمكن أن يساعد في تحسين حياة المرضى وتوفير الدعم اللازم لهم. ندعوكم لمواصلة القراءة عن الموضوعات ذات الصلة، أو الاشتراك في موقعنا للحصول على المزيد من المعلومات والنصائح حول الصحة النفسية.

المصادر:

  1. منظمة الصحة العالمية: الفصام.
  2. المعهد الوطني للصحة النفسية (NIMH): الفصام.
  3. الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA): الفصام
  4. مؤسسة الفصام: ما هو الفصام؟.
  5. المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (MedlinePlus): الفصام.

google-playkhamsatmostaqltradent