اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء هو حالة نفسية شديدة التأثير تنشأ نتيجة لتجارب صادمة تؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية والعاطفية.
![]() |
دليل شامل حول اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء: الأسباب والأعراض |
هذا الاضطراب ليس مجرد رد فعل مؤقت بل هو حالة مستمرة تؤثر على جوانب مختلفة من حياة المرأة بما في ذلك قدرتها على التفاعل مع الآخرين والقيام بأنشطتها اليومية.
سنتناول في هذا المقال مفهوم اضطراب ما بعد الصدمة مع الأسباب العميقة التي تقف وراء هذا الاضطراب عند النساء بدءًا من العوامل النفسية والاجتماعية وصولًا إلى التجارب الحياتية التي قد تكون السبب الرئيسي في تطور هذا الاضطراب.
سنتعرف أيضاً على الأعراض الشائعة وكيفية التعرف عليها بالإضافة إلى استراتيجيات العلاج والدعم التي يمكن أن تساعد النساء على التعايش مع هذه الحالة والتعافي منها.
ما هو اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء؟
اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء هو حالة نفسية تحدث نتيجة لتجربة صدمة شديدة مثل التعرض للعنف أو الحروب أو الحوادث.
يتسبب هذا الاضطراب في تأثير طويل الأمد على الحالة النفسية والعاطفية للمرأة مما يؤثر على قدرتها على التعامل مع المواقف اليومية.
تبدأ أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بالظهور بعد تجربة صادمة وتستمر لفترة طويلة في بعض الحالات لعدة أشهر أو سنوات، ويشمل هذا الاضطراب مجموعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تؤثر على النساء بطرق متنوعة مما يجعل التفاعل الاجتماعي والعمل اليومي أكثر صعوبة.
تعريف اضطراب ما بعد الصدمة وأثره على الصحة النفسية للنساء
اضطراب ما بعد الصدمة هو عبارة عن اضطراب نفسي يحدث عندما يتعرض الشخص لحدث صادم للغاية ويشعر بالعجز أمام التأثير العاطفي لهذا الحدث.
بالنسبة للنساء يمكن أن تكون هذه التجارب الصادمة مرتبطة بالعنف الأسري أو الحروب أو حتى الحوادث المروعة، ويتسبب هذا الاضطراب في تغيرات كبيرة في المزاج والشخصية مما يجعل النساء يعانين من القلق المستمر والذكريات المؤلمة وصعوبة التفاعل مع محيطهن.
كما يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب المزمن والشعور بالعزلة وفقدان الثقة في الآخرين، ولذلك فالصحة النفسية للنساء المصابات باضطراب ما بعد الصدمة تتأثر بشكل كبير مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على جودة الحياة.
الفرق بين ردود الفعل الطبيعية والاضطراب المرضي
من الطبيعي أن يشعر الفرد ببعض الأعراض بعد تجربة صادمة مثل الخوف أو التوتر أو الشعور بالحزن، ولكن عندما تتجاوز هذه الأعراض المدة الزمنية المعتادة وتؤثر على الحياة اليومية تصبح مؤشرا على اضطراب ما بعد الصدمة.
بينما قد يمر الشخص بتجربة عاطفية بعد صدمة فإن رد الفعل الطبيعي يتناقص بمرور الوقت ويزول تدريجياً، أما اضطراب ما بعد الصدمة فيستمر لفترة طويلة ويتفاقم مع مرور الوقت إذا لم يتم التعامل معه.
وتختلف ردود الفعل الطبيعية عن الاضطراب المرضي في استمراريتها ومدى تأثيرها السلبي على الحياة اليومية.
أهمية الوعي بتأثيرات الصدمة النفسية على النساء
الوعي بتأثيرات الصدمة النفسية على النساء يعد من الخطوات الأساسية في الوقاية والعلاج، ومعرفة كيف تؤثر التجارب الصادمة على الصحة النفسية يساعد في تقديم الدعم المناسب للنساء المصابات.
كما أن الوعي يساعد في إزالة الوصمة الاجتماعية التي ترافق هذا الاضطراب ويشجع النساء على طلب العلاج، كما أنهى يساهم في تحسين الاستجابة المجتمعية ويشجع على بناء بيئة داعمة تشجع النساء على الحديث عن تجاربهن.
عندما تكون النساء أكثر وعياً بتأثيرات الصدمة النفسية فيكون من الأسهل معالجة المشكلة بشكل فعال والحد من آثارها السلبية.
أسباب اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء
تعد الأسباب النفسية والاجتماعية من العوامل الأساسية التي تساهم في ظهور اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء، وتتشابك هذه العوامل بشكل معقد مما يجعل من الصعب أحيانًا فهم كيفية تأثيرها على صحة المرأة النفسية بعد تعرضها لتجربة صادمة.
في هذا السياق يلعب التفاعل بين التجارب الحياتية والعوامل النفسية والتأثيرات الاجتماعية والثقافية دوراً كبيراً في تحديد مدى استجابة المرأة للصدمة وظهور أعراض الاضطراب.
من الضروري التعرف على هذه الأسباب لفهم طبيعة اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء وكيفية معالجته.
العوامل النفسية وتأثيرها على اضطراب ما بعد الصدمة
تتعدد العوامل النفسية التي تساهم في ظهور اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء، أولاً التفاعل النفسي مع التجربة الصادمة يُعد من العوامل الحاسمة.
عندما تتعرض المرأة لموقف مروع أو مؤلم تختلف الطريقة التي تتعامل بها مع الحدث بناءً على عوامل مثل مرونتها النفسية ودرجة الدعم النفسي الذي تتلقاه.
ومن بين العوامل النفسية المؤثرة:
- التفسير الشخصي للحدث: إذا شعرت المرأة بأنها لا تستطيع التحكم في المواقف المروعة أو إذا كان الحدث يفوق قدرتها على التكيف فيؤدي ذلك إلى تطوير اضطراب ما بعد الصدمة.
- التجارب الصادمة السابقة: النساء اللواتي تعرضن لصدمات سابقة يكن أكثر عرضة لتطوير اضطراب ما بعد الصدمة حيث تتراكم التأثيرات السلبية للأحداث على مر الزمن.
هذه العوامل النفسية تساهم في تعميق الأثر الذي تتركه التجربة الصادمة مما يؤدي إلى صعوبة في التعافي، كما أن النساء اللواتي لا يتلقين الدعم النفسي المناسب أو يفتقرن إلى استراتيجيات التعامل الصحيحة يواجهن تحديات أكبر في مواجهة هذه الاضطرابات.
العوامل الاجتماعية وتأثيراتها على الصحة النفسية للنساء
العوامل الاجتماعية تساهم أيضاً في ظهور اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء، ومن أهم هذه العوامل:
- الدور الاجتماعي والتوقعات الثقافية: في بعض الثقافات يُتوقع من النساء أن يتحملن الضغوط العاطفية والاجتماعية بطريقة مختلفة عن الرجال مما يفاقم معاناتهن بعد تجارب الصدمة.
- العزلة الاجتماعية: في حالات كثيرة تواجه النساء اللواتي يعانين من اضطراب ما بعد الصدمة صعوبة في طلب الدعم بسبب مشاعر العار أو الخجل من مشاركتهن تجربتهن مع الآخرين، وقلة الدعم الاجتماعي تؤدي إلى زيادة القلق والاكتئاب مما يطيل فترة التعافي.
- الضغوط الاقتصادية والمهنية: النساء اللواتي يعانين من ضغوط اقتصادية أو مهنية يعانين من تأثيرات سلبية أكبر بعد التجارب الصادمة حيث تزيد هذه الضغوط من صعوبة التكيف النفسي والاجتماعي.
تأثير الثقافة على الصحة النفسية للنساء
تؤثر الثقافة بشكل كبير على كيفية تعامل النساء مع اضطراب ما بعد الصدمة، وفي بعض الثقافات يكون التحدث عن المعاناة النفسية والتعبير عن مشاعر الحزن والصدمة من المحرمات مما يعوق النساء عن طلب المساعدة.
كذلك تؤدي التوقعات الثقافية إلى تحميل النساء المسؤولية عن مواقفهن المؤلمة مما يزيد من مشاعر الذنب والشعور بالعجز.
في هذا السياق يشكل التأثير الثقافي تحدياً إضافياً في مسار العلاج والدعم النفسي ويجب أن يكون جزءًا من عملية التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء.
الأعراض الشائعة لاضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء وكيفية التعرف عليها
اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء يتجلى في مجموعة واسعة من الأعراض النفسية والجسدية التي تؤثر بشكل كبير على حياتهن اليومية.
هذه الأعراض قد تكون نفسية وسلوكية أو جسدية وتختلف من امرأة لأخرى، ولكنها تتشابه في تأثيرها العميق على الصحة النفسية.
من المهم التعرف على هذه الأعراض لتقديم الدعم والعلاج المناسبين حيث سنستعرض فيما يلي الأعراض الشائعة لهذا الاضطراب وكيفية التعرف عليها.
أعراض نفسية وسلوكية
من أبرز الأعراض النفسية والسلوكية التي تظهر عند النساء المصابات باضطراب ما بعد الصدمة القلق المستمر والخوف من المواقف التي تذكرهن بالتجربة الصادمة.
يمكن أن يظهر هذا القلق في الخوف من العودة إلى الأماكن أو المواقف التي تسببت في الصدمة، وبعض النساء يعانين من نوبات ذعر مفاجئة تؤدي إلى اضطراب شديد في تنفسهن وسرعة ضربات القلب.
هذه النوبات تكون شديدة بما يكفي لتخيفهن وتجعل من الصعب الاستمرار في الأنشطة اليومية، كما تظهر أعراض أخرى مثل:
- انعدام الشعور بالأمان الداخلي حتى في بيئات آمنة
- يرافقهن شعور دائم بالخوف من المستقبل أو التفكير في الحوادث الصادمة.
الذكريات المؤلمة
من أبرز أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء هو تكرار الذكريات المؤلمة المتعلقة بالحدث الصادم، ويشمل ذلك الفلاش باك وهو استرجاع حي لتفاصيل التجربة الصادمة كأنها تحدث مرة أخرى مما يسبب اضطراب عاطفي شديد.
هذه الذكريات قد تكون مدمرة بحيث يصعب على المرأة إيقاف التفكير في الحادث مما يؤثر على حياتها اليومية.
كما أن بعض النساء يعانين أيضاً من أحلام مزعجة وكوابيس متكررة مرتبطة بتفاصيل الصدمة مما يزيد من شعورهن بالقلق والاكتئاب.
تغيرات المزاج والتفاعل الاجتماعي
تظهر تغيرات ملحوظة في المزاج والتفاعل الاجتماعي لدى النساء المصابات باضطراب ما بعد الصدمة، وتشمل الأعراض النفسية الاكتئاب والحزن المستمر مما يجعل المرأة تشعر بعدم القدرة على التفاعل مع الآخرين أو الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تحبها سابقاً.
كما تتجنب بعض النساء المشاركة في الأنشطة الاجتماعية بسبب مشاعر العزلة أو الخوف من أن يتم إهانتهن أو عدم تفهمهن، ومن الأعراض الأخرى المرتبطة بتغيرات المزاج:
- تغيرات في النوم والشهية: النساء المصابات يعانين من اضطرابات في النوم مثل الأرق أو النوم المفرط إضافة إلى تغيرات في الشهية سواء بزيادة أو نقصان تناول الطعام.
- فقدان الثقة في الآخرين: يشعرن بالتهديد المستمر ويفقدن القدرة على الوثوق بالآخرين مما يزيد من مشاعر العزلة الاجتماعية.
أعراض جسدية
الأعراض الجسدية لاضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء تتجلى في شكل ألم مستمر غير مفسر، حيث تعاني بعض النساء من ألم في العضلات والمفاصل دون وجود سبب واضح مما يزيد من شعورهن بالتوتر والقلق.
التعب الشديد والمزمن الذي يرافق اضطراب ما بعد الصدمة يجعل من الصعب على النساء التركيز أو إتمام الأنشطة اليومية، إضافةً إلى أنه قد تظهر اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان وآلام المعدة نتيجة للضغط النفسي المستمر الذي يتعرضن له.
استراتيجيات العلاج والدعم للنساء المصابات باضطراب ما بعد الصدمة
علاج اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء يعتمد على مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة، ويشمل ذلك العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي والدعم الاجتماعي بالإضافة إلى استخدام الأدوية المساعدة.
كل من هذه الأساليب يعتبر جزءاً مهماً في مساعدة النساء على التعامل مع تأثيرات الصدمة النفسية والتعافي منها.
وفي هذا السياق تلعب استراتيجيات العلاج والدعم دوراً أساسياً في مساعدة النساء على استعادة حياتهن الطبيعية.
العلاج النفسي
العلاج النفسي يعد من الأساليب الأساسية لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء، ويشمل هذا العلاج عدة تقنيات تهدف إلى معالجة الجوانب النفسية التي تأثرت بالصدمة.
من بين هذه الأساليب:
- العلاج النفسي التقليدي مثل العلاج النفسي الديناميكي: يهدف هذا النوع من العلاج إلى فهم الصراعات الداخلية التي تسببت في الاضطراب النفسي، ويساعد العلاج النفسي الديناميكي النساء على استكشاف مشاعرهن وتجاربهن السابقة بهدف فك الارتباط العاطفي بالذكريات المؤلمة.
- تقنيات العلاج المعرفي السلوكي: يتم التركيز في هذا العلاج على تعديل الأفكار السلبية والمشوهة التي تنشأ بعد الصدمة، وتساعد هذه التقنيات النساء في تحديد الأفكار غير المنطقية وتغييرها بما يتناسب مع الواقع الإيجابي.
- العلاج بالتعرض لمواجهة الذكريات المؤلمة: يستخدم هذا العلاج لمساعدة النساء على مواجهة الذكريات الصادمة بشكل تدريجي وآمن، والهدف هو تقليل استجابة الخوف والقلق المرتبطة بتلك الذكريات.
العلاج السلوكي المعرفي
يعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر العلاجات فعالية في علاج اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء، هذا العلاج يركز على فهم كيف تؤثر الأفكار السلبية على المشاعر والسلوك، ويعمل على تغيير هذه الأفكار من خلال تقنيات متعددة.
تتضمن الخطوات الأساسية:
- بناء آليات التكيف من خلال تغيير الأفكار السلبية: يساعد العلاج السلوكي المعرفي النساء على تحديد الأفكار غير الصحية وتغييرها إلى أفكار أكثر توازناً وواقعية مما يقلل من شعورهن بالذنب، الخوف، والعجز.
- تقنيات التحكم في القلق والتوتر: تتضمن هذه التقنيات تمارين التنفس العميق والتأمل والاسترخاء والتي تهدف إلى تقليل التوتر النفسي وتعزيز الشعور بالسلام الداخلي.
الدعم الاجتماعي والمجتمعي
الدعم الاجتماعي والمجتمعي يعد من العوامل الحاسمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة لدى النساء، حيث أن النساء اللواتي يتلقين الدعم من الأسرة والأصدقاء يشعرن بمستوى أكبر من الأمان النفسي مما يساعدهن على التعافي بشكل أسرع.
- يشكل الدعم العاطفي من المقربين جزءاً كبيراً في عملية التعافي حيث يعزز من مشاعر المرأة بالقبول ويقلل من العزلة الاجتماعية التي تصاحب اضطراب ما بعد الصدمة.
- يمكن للمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية أن توفر بيئة آمنة وموارد تعليمية تساعد النساء على التفاعل مع الآخرين الذين مروا بتجارب مشابهة حيث توفر هذه الشبكة الدعم العاطفي والمعلومات المفيدة.
- كما تسهم المنظمات في تقديم الاستشارات النفسية وتنظيم مجموعات دعم وتوفير موارد تعليمية تساعد النساء على التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة.
استخدام الأدوية المساعدة
في بعض الحالات يكون استخدام الأدوية جزءاً من خطة العلاج الشاملة حيث تساعد الأدوية في تخفيف الأعراض الجسدية والنفسية المرتبطة بالاضطراب.
تشمل الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب ما بعد الصدمة:
- أدوية مضادة للاكتئاب والقلق: هذه الأدوية تساعد على تحسين المزاج وتقليل مستويات القلق مما يمكن النساء من التعامل مع الضغوط النفسية بشكل أكثر فعالية.
- أدوية مضادة للصدمات النفسية والذهانية: في حالات معينة قد يصف الأطباء أدوية تساعد في تخفيف أعراض الهلوسة أو الارتباك الذهني التي قد تصاحب اضطراب ما بعد الصدمة.
فوائد وأضرار الأدوية في علاج اضطراب ما بعد الصدمة
يجب أن يتم استخدام الأدوية بحذر لأن لكل دواء فوائده وأضراره حيث توفر الأدوية تخفيف فوري للأعراض ولكن لا تعالج السبب الجذري للاضطراب.
ومن الضروري استشارة الطبيب لتحديد العلاج الأنسب بناءً على الأعراض الفردية لكل امرأة.
كيفية التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة: نصائح للنساء وأسرهن
التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء يتطلب استراتيجية شاملة تشمل المواجهة النفسية والاجتماعية، والنساء المصابات بهذا الاضطراب يواجهن تحديات كبيرة في حياتهن اليومية، ولكن من خلال استراتيجيات المواجهة المدروسة والدعم العاطفي من الأسرة والأصدقاء يمكن تقليل تأثير الصدمة.
تشمل هذه الاستراتيجيات تقنيات التنفس العميق والدعم العاطفي وتقنيات الاسترخاء والتحدث عن التجارب المؤلمة مما يساعد النساء على التكيف مع تحدياتهن والبدء في رحلة التعافي.
استراتيجيات المواجهة
من أولى الخطوات في التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء هي تعلم استراتيجيات المواجهة الفعالة، وتشمل هذه الاستراتيجيات تقنيات التنفس العميق والهدوء العقلي التي تساعد على تقليل القلق وتحقيق التوازن النفسي.
من بين أساليب المواجهة الأخرى:
- تعلم تقنيات التنفس العميق والهدوء العقلي: تساعد هذه التقنيات على الاسترخاء الذهني والجسدي مما يقلل من مستويات التوتر والقلق، كما يعد التنفس العميق من أسهل وأسرع الطرق لإعادة التحكم في المشاعر وتقليل ردود الفعل النفسية السلبية.
- كيفية التحكم في الذكريات المؤلمة: أحد التحديات الرئيسية التي تواجه النساء المصابات باضطراب ما بعد الصدمة هو التعايش مع الذكريات المؤلمة حيث يمكن استخدام تقنيات مثل العلاج بالتعرض التدريجي لمساعدة النساء على التعامل مع هذه الذكريات بشكل صحي.
- التعامل مع مشاعر الذنب والخجل المرتبطة بالصدمة: هذه المشاعر غالباً ما ترافق اضطراب ما بعد الصدمة، ومن خلال العلاج النفسي والتوجيه الصحيح يمكن للنساء تعلم كيفية التخلص من مشاعر الذنب والخجل التي تتعلق بالصدمة وتحقيق القبول الداخلي.
الدعم من الأسرة والأصدقاء
يعد الدعم العاطفي من الأسرة والأصدقاء أحد العوامل المهمة في عملية التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة حيث يمكن للأسر والأصدقاء أن يساهموا بشكل كبير في تخفيف الألم النفسي والمساعدة في التحسن.
- تقديم الدعم العاطفي يتطلب أن يكون الشخص المقرب متفهماً وملائماً لحالة المرأة، والاستماع بعناية ودون إصدار أحكام يساعد النساء على الشعور بالأمان والثقة.
- النساء اللواتي يواجهن اضطراب ما بعد الصدمة غالباً ما يشعرن بالخوف من أن يتم الحكم عليهن، ولذلك من الضروري أن يكون الدعم العاطفي خالياً من أي حكم أو لوم ما يساعد في خلق بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر.
- يجب على الأسر والأصدقاء تشجيع النساء على التحدث عن تجربتهن المؤلمة وحثهن على طلب المساعدة المتخصصة حيث يساهم ذلك في تسريع عملية الشفاء وتقليل الشعور بالعزلة.
تقنيات الاسترخاء
تقنيات الاسترخاء تعد من الأساليب المفيدة لتخفيف أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء حيث تساعد هذه التقنيات في تعزيز الاستقرار العاطفي والنفسي مما يسهم في تحسين المزاج والتقليل من مستويات التوتر.
تقنيات التأمل والتركيز الذهني
التأمل يعتبر من الأنشطة الفعالة في خفض مستويات القلق وتحقيق الشعور بالسلام الداخلي، ومن خلال التأمل والتركيز الذهني يمكن للمرأة أن تحسن من قدرتها على التحكم في مشاعرها السلبية.
أهمية الرياضة والنشاط البدني في علاج الصدمة
النشاط البدني يساعد في إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين والتي تساهم في تحسين المزاج وتقليل الشعور بالاكتئاب، كما أن ممارسة الرياضة بانتظام يعد وسيلة فعالة للتغلب على التوتر الناتج عن الصدمة.
استخدام العلاج بالموسيقى والفن للراحة النفسية
تعتبر الأنشطة الإبداعية مثل الرسم أو الاستماع إلى الموسيقى وسيلة ممتازة للتعبير عن المشاعر المكبوتة حيث تساعد هذه الأنشطة على تخفيف التوتر العاطفي وتعزيز التوازن النفسي.
أهمية التحدث عن التجارب المؤلمة
التحدث عن التجارب المؤلمة يشكل جزءاً أساسياً من عملية التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء، حيث أن العلاج بالكلام يتيح للنساء فرصة التعبير عن مشاعرهن والتعامل مع الآلام النفسية بطريقة آمنة.
تشمل طرق التحدث عن التجارب المؤلمة:
- العلاج بالكلام: كيف يساعد التحدث عن التجارب في تخفيف الألم: الحديث عن الأحداث المؤلمة مع معالج نفسي يساعد على تقليل العبء العاطفي المرتبط بالصدمة، ومن خلال هذا النوع من العلاج تستطيع النساء فهم تأثير الصدمة بشكل أفضل والعمل على علاجها بشكل فعال.
- بناء الثقة مع المعالجين النفسيين: من خلال بناء علاقة ثقة مع المعالج النفسي تستطيع المرأة التعبير عن مشاعرها بحرية مما يسهل عملية الشفاء.
- خلق بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر والأفكار: إنشاء بيئة آمنة وملائمة في المنزل أو مع المعالج النفسي يسهم في دعم النساء المصابات باضطراب ما بعد الصدمة، ومن خلال هذه البيئة يمكن للنساء التحدث عن تجاربهن والتعامل مع مشاعرهن بشكل فعال.
التعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء يتطلب مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات، وتشمل المواجهة الفعالة تقنيات التنفس العميق والدعم العاطفي من الأسرة والأصدقاء وتقنيات الاسترخاء والتحدث عن التجارب المؤلمة.
هذه الاستراتيجيات تساعد النساء على مواجهة تحدياتهن وتخفيف الألم النفسي والمضي قدماً في رحلة التعافي.
الأسئلة الشائعة
ماهي اعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء؟
أعراض اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء تختلف بشكل كبير وتشمل أعراض نفسية وسلوكية مثل القلق المستمر ونوبات الذعر والتخوف من المواقف التي قد تذكر بالحادثة الصادمة.
من بين الأعراض الأخرى يمكن أن تظهر الذكريات المؤلمة مثل الفلاش باك، كما قد تعاني النساء من تغيرات في المزاج مثل الاكتئاب والحزن المستمر، كما أن اضطراب النوم والشهية كذلك يعد من الأعراض الجسدية المرتبطة بالصدمة.
كيف أعالج نفسي من اضطراب ما بعد الصدمة؟
علاج اضطراب ما بعد الصدمة يتطلب عدة خطوات متكاملة منها العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتعرض والذي يمكن أن يساعد النساء في التعامل مع الذكريات المؤلمة.
كذلك تساهم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتمارين التنفسية في تخفيف القلق، كما أن الدعم الاجتماعي من الأسرة والأصدقاء له دور مهم أيضًا في عملية التعافي.
هل تسبب الصدمة العاطفية أعراض؟
نعم الصدمة العاطفية تترك أعراضاً نفسية وسلوكية تظهر على الشخص المتأثر، وتشمل هذه الأعراض القلق المستمر والشعور بالذنب وتغيرات المزاج مثل الحزن العميق.
كما قد يعاني الشخص أيضاً من عزلة اجتماعية ويشعر بتقلبات في الذاكرة مثل الأحلام المزعجة والكوابيس وهذه كلها تؤثر بشكل كبير على حياته اليومية.
ماذا يحصل للجسم عند الصدمة؟
عند التعرض للصدمة يتفاعل الجسم بشكل فوري عبر زيادة إفراز الهرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول مما يؤدي إلى استجابة "القتال أو الهروب".
يمكن أن تؤثر هذه الاستجابة على الصحة الجسدية والنفسية مما يؤدي إلى أعراض مثل الأرق والتوتر العضلي والألم الجسدي غير المفسر، ومع مرور الوقت تتطور هذه الأعراض إلى اضطرابات صحية مزمنة.
كيف تتعافى من الصدمة النفسية؟
التعافي من الصدمة النفسية يتطلب الوقت والجهد حيث يشمل العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة المرأة على تعديل الأفكار السلبية، بالإضافة إلى أهمية التحدث عن التجربة المؤلمة مع مختصين.
كما أن تقنيات الاسترخاء والدعم الاجتماعي وكذلك النشاط البدني مثل الرياضة تساهم في تسريع عملية التعافي.
كيف أخرج من حالة نفسية سيئة؟
الخروج من حالة نفسية سيئة يتطلب اتباع تقنيات فعالة مثل التنفس العميق والتركيز الذهني، ومن الضروري التحدث عن مشاعر الشخص مع شخص قريب أو مع مختص نفسي لتخفيف العبء العاطفي.
كما تساهم الأنشطة البدنية أيضاً في تحسين المزاج بشكل كبير بينما تساعد تقنيات مثل التأمل في الوصول إلى حالة ذهنية أكثر استقراراً.
ختاماً استعرضنا في هذا المقال اضطراب ما بعد الصدمة عند النساء وأسباب الإصابة به وأعراضه وطرق العلاج والدعم المتاحة، ومن خلال العلاج النفسي والدعم الاجتماعي يمكن للنساء المصابات أن تتعافى تدريجياً.
إذا كنتِ تعانين من اضطراب ما بعد الصدمة فلا تترددي في طلب المساعدة.