وصف المدون

إعلان الرئيسية

الصفحة الرئيسية الصيام المتقطع لمرضى السكري - الفوائد والمخاطر وإرشادات هامة

الصيام المتقطع لمرضى السكري - الفوائد والمخاطر وإرشادات هامة

التعايش مع مرض السكري هو رحلة تتطلب وعياً مستمراً وإدارة دقيقة لنمط الحياة. وفي خضم البحث عن استراتيجيات فعالة للمساعدة في التحكم بالمرض ظهر الصيام المتقطع كنظام غذائي شائع يجذب اهتمام الكثيرين. قد تتساءل: هل يمكن أن يكون هذا النظام مفيدًا لك كمريض سكري؟

الصيام المتقطع لمرضى السكري - الفوائد والمخاطر وإرشادات هامة
الصيام المتقطع لمرضى السكري - الفوائد والمخاطر وإرشادات هامة

نهدف في هذا المقال إلى استكشاف علاقة الصيام المتقطع بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني مع تسليط الضوء على الفوائد المحتملة التي تشير إليها بعض الأبحاث، والأهم من ذلك المخاطر الجادة التي قد تصاحبه.

إذا كنتَ مريض سكري وتفكر في تجربة هذا النظام، فمن الضروري جدًا أن تفهم أنه لا يمكن اتباعه بأمان إلا تحت إشراف طبي دقيق ومتابعة لصيقة من فريقك الصحي. سلامتك تأتي أولاً دائمًا.

المعلومات الواردة في هذا المقال هي لأغراض تثقيفية وإعلامية فقط ولا تشكل بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة أو التشخيص أو العلاج. استشر طبيبك أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل دائماً بشأن أية أسئلة قد تكون لديك بخصوص حالة طبية أو قبل البدء في أي نظام غذائي جديد أو تغيير في نمط حياتك. لا تتجاهل المشورة الطبية المهنية أو تتأخر في طلبها بسبب شيء قرأته في هذا المقال.

ما هو الصيام المتقطع؟ وكيف يعمل في الجسم؟

رسم توضيحي يشرح أنظمة الصيام المتقطع الشائعة مثل 16/8 و 5:2 لمرضى السكري.

قبل الغوص في تفاصيل تأثير الصيام المتقطع على مرضى السكري لابد أن نفهم أولاً ما هو هذا النظام وكيف يؤثر على وظائف الجسم الطبيعية.

الصيام المتقطع لا يعتبر فقط حمية غذائية تحدد ما الذي تأكله، بل هو نمط أو جدول زمني يحدد متى تأكل. يعتمد هذا النظام على التناوب بين فترات محددة لتناول الطعام وفترات أخرى للامتناع الطوعي عن الأكل (الصيام) مع السماح بشرب الماء والمشروبات الخالية من السعرات الحرارية.

هناك عدة طرق شائعة لممارسة الصيام المتقطع منها:

  1. طريقة 16/8 (صيام 16 ساعة وأكل خلال 8 ساعات)
  2. نظام 5:2 (أكل طبيعي 5 أيام وتقليل السعرات ليومين)
  3. صيام اليوم البديل (صيام يوم وأكل طبيعي في اليوم التالي)
  4. صيام اليوم الكامل (صيام 24 ساعة مرة أو مرتين أسبوعيًا)
  5. الأكل المقيد بوقت مبكر (تناول الطعام في الصباح وبداية الظهيرة)

لكل طريقة جدولها الزمني الخاص ومدى ملاءمتها يمكن أن يختلف من شخص لآخر. أما عن آلية عمل الصيام المتقطع فعندما تمتنع عن تناول الطعام لعدة ساعات (عادة بعد 8-12 ساعة) يبدأ الجسم في استهلاك مخزونه من السكر (الجلوكوز) للحصول على الطاقة.

نتيجة لذلك تنخفض مستويات هرمون الأنسولين في الدم. وهذا الانخفاض في الأنسولين يدفع الجسم إلى البدء في تكسير الدهون المخزنة لاستخدامها كمصدر بديل للطاقة مما يؤدي إلى إنتاج مركبات تسمى الكيتونات.

في الوقت نفسه يفرز البنكرياس هرمونًا آخر يسمى الجلوكاجون والذي يساعد على إطلاق المزيد من الجلوكوز المخزن ويمنع مستويات السكر من الانخفاض بشكل كبير (في الأشخاص غير المصابين بالسكري أو الذين لديهم سيطرة جيدة على المرض). كما قد تحدث أيضًا تغيرات هرمونية أخرى مثل زيادة هرمون النمو البشري.

وهذا التغيير في استخدام الطاقة وانخفاض الأنسولين هو السبب المباشر الذي يجعل الصيام المتقطع يحمل فوائد عدة منها تحسين الحساسية للأنسولين وحرق الدهون، ولكنه في الوقت نفسه يطرح مخاطر مثل هبوط السكر خاصةً إذا كنت تتناول أدوية معينة. هذه الازدواجية في التأثير هي جوهر الحذر المطلوب عند التفكير في الصيام المتقطع لمرضى السكري.

فوائد الصيام المتقطع المحتملة لمرضى السكري

تشير الأبحاث إلى أنه عند تطبيق الصيام المتقطع بحذر وتحت إشراف طبي فهناك احتمال أن يكون له بعض المزايا للأشخاص الذين يتعايشون مع مرض السكري وخاصة المصابين بالنوع الثاني. دعونا نلقي نظرة على الأدلة العلمية المتاحة.

بعض الدراسات تظهر فوائد محتملة منها:

  • تحسين حساسية الأنسولين
  • المساعدة في فقدان الوزن (خاصة دهون الجسم)
  • خفض مستويات سكر الدم الصائم
  • خفض مستويات الأنسولين الصائم
  • تحسين مؤشر السكر التراكمي (HbA1c)
  • تقليل الالتهابات في الجسم
  • تحسين صحة القلب وضغط الدم

هذه الفوائد المحتملة تبدو واعدة لكن تحقيقها بأمان يتطلب تخطيطًا دقيقًا ومتابعة طبية. من المهم الإشارة إلى أن بعض الدراسات المقارنة وجدت أن تأثير الصيام المتقطع على تحسين السكر التراكمي (HbA1c) قد لا يكون أفضل من الأنظمة الغذائية الأخرى التي تعتمد على تقليل السعرات الحرارية بشكل مستمر (CERD)، على الرغم من أن الصيام المتقطع قد يكون أكثر فعالية في المساعدة على فقدان الوزن. هذا يشير إلى أن العامل الأساسي لتحسين السكر التراكمي قد يكون هو تقليل السعرات الحرارية بحد ذاته والذي يمكن تحقيقه بطرق مختلفة.

كما أن هناك اهتمام متزايد بإمكانية مساهمة الصيام المتقطع في تحقيق "هدأة" أو "شفاء" من مرض السكري من النوع الثاني لدى بعض الأشخاص مما يعني القدرة على إيقاف أدوية السكري مع الحفاظ على مستويات سكر طبيعية. وغالباً ما يرتبط هذا الإنجاز بفقدان كبير في الوزن ويحدث تحت إشراف طبي مكثف. ويجب التأكيد على أن هذا ليس نتيجة مضمونة للجميع ولا ينبغي اعتباره هدفًا سهل المنال دون دعم طبي متخصص وتغييرات جذرية في نمط الحياة.

مخاطر الصيام المتقطع على مرضى السكري - تحذيرات هامة

تحذير من مخاطر الصيام المتقطع لمرضى السكري خاصة خطر هبوط سكر الدم الحاد.

على الرغم من الفوائد المحتملة التي تبدو جذابة إلا أن الصيام المتقطع يحمل في طياته مخاطر كبيرة وحقيقية للأشخاص المصابين بالسكري وخصوصًا إذا لم يتم التعامل معه بحذر شديد وتحت إشراف طبي. فهم هذه المخاطر أمر بالغ الأهمية قبل مجرد التفكير في تجربة هذا النظام، وسلامتك يجب أن تكون دائمًا الأولوية القصوى.

تتمثل المخاطر الرئيسية في التالي:

  • هبوط سكر الدم (نقص السكر في الدم - Hypoglycemia)
  • ارتفاع سكر الدم (فرط سكر الدم - Hyperglycemia)
  • الجفاف (Dehydration)
  • الحماض الكيتوني السكري (DKA)

هذه المخاطر جدية وتوضح لماذا لا يُعد الإشراف الطبي خياراً بل ضرورة حتمية. يُعتبر هبوط السكر الخطر الأكثر إلحاحًا وأهمية خاصةً للأشخاص الذين يستخدمون الأنسولين أو أدوية معينة مثل السلفونيل يوريا. يحدث هذا لأن الصيام يقلل حاجة الجسم للأنسولين، ولكن إذا استمر المريض في تناول نفس جرعات الدواء فقد تنخفض مستويات السكر لديه بشكل خطير.

أما ارتفاع السكر فيمكن أن يحدث بعد فترات الصيام بسبب الإفراط في تناول الطعام كرد فعل للجوع أو بسبب تغيرات هرمونية تحدث أثناء الصيام. وبالنسبة للحماض الكيتوني السكري (DKA) فهو حالة خطيرة تحدث بشكل أساسي لمرضى السكري من النوع الأول عندما يكون هناك نقص حاد في الأنسولين، وقد يزيد الصيام من هذا الخطر إذا لم يتم ضبط جرعات الأنسولين بشكل دقيق. كما أن الجفاف خطر قائم إذا لم يتم شرب كميات كافية من السوائل خلال فترات الصيام.

إلى جانب هذه المخاطر الرئيسية قد يعاني البعض من آثار جانبية أخرى أقل خطورة مثل الشعور بالإرهاق أو الصداع أو الغثيان أو التهيج أو الدوار، أو حتى الأرق، خاصة في بداية تطبيق النظام. ورغم أن هذه الأعراض قد تزول مع الوقت إلا أنه يجب مراقبتها وإبلاغ الطبيب بها.

الصيام المتقطع والسكري من النوع الثاني: هل يناسبك؟

بالنسبة للكثيرين من المصابين بالسكري من النوع الثاني خاصةً أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو مقاومة الأنسولين، يُطرح الصيام المتقطع غالبًا كأداة محتملة للمساعدة في إدارة حالتهم. دعونا نفحص الاعتبارات الخاصة بهذا النوع من السكري.

تركز الأدلة العلمية على إمكانية تحقيق تحسن في التحكم بمستويات السكر (مثل السكر التراكمي HbA1c والسكر الصائم)، وزيادة حساسية الأنسولين والمساعدة في فقدان الوزن لدى مرضى النوع الثاني عند اتباع الصيام المتقطع تحت إشراف طبي. وكما ذكرنا تشير بعض الدراسات إلى أنه يمكن أن يكون أكثر فعالية لفقدان الوزن مقارنة بتقييد السعرات الحرارية المستمر حتى لو كانت النتائج على السكر التراكمي متشابهة.

تبرز أهمية الصيام المتقطع كخيار ممكن للمساعدة في إدارة الوزن وتحسين حساسية الأنسولين وهي عوامل مهمة جدًا في السكري من النوع الثاني. ولكن - على الرغم من ذلك - يجب التأكيد مجددًا على مخاطر هبوط السكر خاصةً إذا كنت تتناول أدوية السلفونيل يوريا أو الأنسولين وكذلك خطر ارتفاع السكر بعد فترات الصيام.

في النهاية نقول أن مدى ملاءمة الصيام المتقطع لك تعتمد بشكل كبير على حالتك الصحية الفردية والأدوية التي تتناولها حاليًا ومدى استقرار مستويات السكر لديك وأيضاً نمط حياتك. ولا يوجد حل مناسب واحد مناسب للجميع والقرار النهائي يجب أن يتم بالتشاور مع طبيبك المعالج، فهو الأقدر على تقييم وضعك وتقديم النصح المناسب.

الصيام المتقطع والسكري من النوع الأول - احتياطات مشددة

يختلف الوضع بشكل كبير بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري من النوع الأول ويتطلب حذرًا شديدًا للغاية. على الرغم من أن الصيام المتقطع ليس مستحيلاً تمامًا للجميع إلا أن المخاطر المرتبطة به أعلى بكثير مقارنة بالنوع الثاني.

يكمن السبب الرئيسي في طبيعة المرض نفسه؛ فالسكري من النوع الأول ينتج عن تدمير مناعي ذاتي للخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس مما يعني أن الجسم يعتمد كليًا على الأنسولين الخارجي للبقاء على قيد الحياة. وهذا الاعتماد الكامل يجعل أي تغيير في نمط الأكل أو جرعات الأنسولين محفوفًا بالمخاطر.

تتمثل المخاطر الرئيسية في التالي:

  • خطر هبوط السكر الحاد نظراً للاعتماد على الأنسولين الخارجي، حيث أن عدم تطابق الجرعات مع فترات الصيام يمكن أن يؤدي بسهولة إلى انخفاض خطير في مستويات السكر.
  • خطر الحماض الكيتوني السكري، حيث يعتبر هذا الخطر مصدر قلق كبير ويمكن أن يحدث إذا كانت جرعة الأنسولين غير كافية خلال فترات الصيام الطويلة.
  • نقص الأبحاث، حيث تشير بعض المصادر الطبية بوضوح إلى عدم وجود دراسات كافية حول سلامة الصيام المتقطع لمرضى النوع الأول وتنصح بتجنبه.

لكن أظهرت بعض الدراسات التي أجريت غالباً في ظروف خاضعة للرقابة (مثل صيام رمضان أو تجارب سريرية محددة) أن بعض الأفراد المصابين بـ السكري من النوع الأول يمكنهم الصيام بأمان، ولكن فقط بشروط صارمة جدًا. تتضمن هذه الشروط التالي:

  1. تلقّي تعليم مكثف ومنظم حول إدارة السكري (مثل برامج DAFNE).
  2. استخدام تقنيات متقدمة لمراقبة الجلوكوز (مثل أجهزة المراقبة المستمرة CGM أو مضخات الأنسولين).
  3. الحصول على إشراف طبي دقيق ومستمر مع تعديلات مدروسة لجرعات الأنسولين.

في ظل هذه الظروف لاحظت بعض الدراسات فوائد محتملة منها تقليل نوبات هبوط السكر (بشكل مفاجئ ولكن بفضل الإدارة الدقيقة)، وتقليل تقلبات مستوى السكر وتحسين استقلاب الدهون.

خلاصة القول بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول: يجب عموماً تجنب الصيام المتقطع. ولا ينبغي التفكير فيه إلا كجزء من برنامج منظم تحت إشراف فريق طبي متخصص في مرض السكري وباستخدام التكنولوجيا المتقدمة للمراقبة ومع فهم كامل من المريض للمخاطر العالية وبروتوكولات الإدارة الصارمة. والتجربة الذاتية في هذا السياق تعتبر خطيرة للغاية.

خطوات لا غنى عنها قبل البدء بالصيام المتقطع (لمرضى السكري)

مريض سكري يستشير طبيبه قبل البدء بالصيام المتقطع لمناقشة الخطة وتعديل العلاج.

إذا كنتَ مريضاً بالسكري وبعد فهم الفوائد المحتملة والمخاطر الكبيرة قررتَ أنت وطبيبك أن الصيام المتقطع من شأنه أن يكون خيارًا مناسبًا لك، فهناك عدة خطوات أساسية لا يمكن التنازل عنها لضمان سلامتك. لا تتجاوز أيًا من هذه الخطوات أبداً.

الخطوة الأولى والأهم: استشارة طبيبك

هذه هي نقطة البداية التي لا يمكن تخطيها، فاستشارة طبيبك أو فريق الرعاية الصحية الخاص بك أمر ضروري لتقييم ما إذا كان الصيام المتقطع مناسبًا لحالتك الصحية الفردية.

سيقوم طبيبك بمراجعة تاريخك الطبي، والأدوية التي تتناولها حاليًا، ومدى استقرار مستويات السكر لديك، ومناقشة المخاطر والفوائد المحتملة بالنسبة لك أنت. سيساعدك أيضاً في وضع خطة مناسبة تتضمن اختيار طريقة الصيام المتقطع الأنسب وتحديد أهداف واقعية ووضع استراتيجية للمراقبة.

تعديل الأدوية بحذر وتحت إشراف طبي فقط

هذه الخطوة حاسمة للغاية، وكما ذكرنا يؤثر الصيام المتقطع على حاجة الجسم للأنسولين ومستويات السكر في الدم. والاستمرار بنفس جرعات الأنسولين أو بعض الأدوية الفموية (مثل مجموعة السلفونيل يوريا) أثناء الصيام يمكن أن يؤدي إلى هبوط حاد وخطير في سكر الدم.

لذلك لا تقم أبداً بتعديل جرعات أدوية السكري الخاصة بك من تلقاء نفسك، فطبيبك هو الوحيد الذي يمكنه تحديد التعديلات اللازمة على جرعاتك (سواء كمية الجرعة أو توقيتها) بناءً على خطة الصيام المتقطع وحالتك الصحية. وقد يشمل ذلك تقليل جرعة الأنسولين القاعدي في أيام الصيام أو حذف جرعات الأنسولين السريع قبل الوجبات التي يتم تخطيها أو تعديل جرعات الأدوية الفموية. هذه التعديلات تتطلب دقة وخبرة طبية ومتابعة مستمرة.

مراقبة سكر الدم بانتظام ودقة أكثر

تصبح مراقبة مستويات السكر في الدم أكثر أهمية عند اتباع نظام الصيام المتقطع. فالمراقبة المنتظمة والدقيقة هي الطريقة الوحيدة لاكتشاف أي انخفاض (هبوط) أو ارتفاع (فرط) في سكر الدم بشكلٍ مبكر والتعامل معه قبل أن يصبح خطيراً.

قد يوصي طبيبك بزيادة عدد مرات قياس السكر خاصة في بداية تطبيق النظام، وقد تحتاج إلى القياس كل 2-4 ساعات في البداية وقبل وبعد الوجبات وقبل النوم وعند الشعور بأي أعراض غير طبيعية.

إذا كنت تستخدم جهاز المراقبة المستمرة للجلوكوز (CGM) فسيكون ذلك مفيدًا جدًا في تتبع التغيرات بشكل مستمر، وهو أمر قد يوصي به طبيبك بشدة خاصة لمرضى النوع الأول أو المعرضين لخطر كبير لهبوط السكر.

نصائح عملية لصيام أكثر أماناً

إلى جانب الإرشادات الطبية الأساسية يمكن لهذه النصائح العملية أن تساعد في جعل تجربتك مع الصيام المتقطع (إذا تمت الموافقة عليها طبيًا) أكثر أماناً:

  • ابدأ تدريجياً (ابدأ بفترات صيام قصيرة وزدها ببطء)
  • اشرب الكثير من السوائل (الماء، الشاي غير المحلى ضروريان)
  • ركز على التغذية الصحية وقت الأكل (اختر أطعمة مغذية ومتوازنة)
  • تجنب الإفراط في الأكل بعد الصيام (تناول وجبات معتدلة)
  • انتبه لنشاطك البدني (تجنب التمارين الشاقة أثناء الصيام)
  • اعرف علامات هبوط السكر وعالجها فورًا (كن مستعدًا دائمًا)
  • استمع لجسدك وتوقف إذا شعرت بتعب شديد (لا تتردد في كسر الصيام)

هذه العادات تدعم جسمك وتساعده على التكيف مع نمط الأكل الجديد بأمان أكبر. تذكر أن هذه الخطوات (الاستشارة، وتعديل الدواء، والمراقبة، والنصائح العملية) تعمل كنظام متكامل للحفاظ على سلامتك؛ فإهمال أي خطوة قد يعرضك للخطر.

من يجب عليهم تجنب الصيام المتقطع تماماً؟

على الرغم من شعبيته إلا أن الصيام المتقطع ليس مناسبًا أو آمنًا للجميع. هناك فئات معينة من الأشخاص يجب عليهم تجنب هذا النظام تمامًا بسبب المخاطر العالية المحتملة على صحتهم. من الضروري جدًا معرفة ما إذا كنت تنتمي إلى إحدى هذه الفئات.

وإجمالاً يجب عليك تجنب الصيام المتقطع في الحالات التالية:

  • لمن لديه تاريخ من اضطرابات الأكل (مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي)
  • من يعاني من نقص الوزن (مؤشر كتلة جسم منخفض)
  • الحوامل أو المرضعات أو من تحاول الحمل
  • الأطفال والمراهقون تحت 18 سنة
  • من لديه سكري من النوع الأول (ما لم يكن تحت إشراف طبي مكثف وضمن برنامج متخصص جدًا)
  • من لديه صعوبة في تنظيم سكر الدم (سكري غير مستقر أو "هش")
  • من يعاني من انخفاض ضغط الدم
  • من يتناول أدوية معينة تتطلب أخذها مع الطعام أو قد تتأثر بالصيام (استشارة الطبيب دائماً)
  • من لديه أمراض كلى مزمنة متقدمة
  • من لديه تاريخ حديث من الحماض الكيتوني السكري
  • من يعاني من عدم وعي بنقص السكر في الدم (عدم الشعور بأعراض هبوط السكر)
  • كبار السن الضعفاء أو الذين يعانون من وهن

إذا انطبقت عليك أي من هذه الحالات فالصيام المتقطع غالبًا ليس خيارًا آمنًا لك. تحدّث دائمًا مع طبيبك قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في نظامك الغذائي أو نمط حياتك. هذه القائمة الواسعة من الموانع تظهر أن الصيام المتقطع يؤثر على الجسم بشكل شامل وليس فقط على سكر الدم مما يستدعي تقييمًا طبيًا دقيقًا قبل التفكير به.

الخاتمة

الصيام المتقطع هو نمط غذائي اكتسب شهرة واسعة وتشير بعض الأبحاث إلى أن هناك فوائد محتملة لبعض مرضى السكري خاصة المصابين بالنوع الثاني مثل تحسين حساسية الأنسولين والمساعدة في فقدان الوزن.

لكن يجب التأكيد بشدة على أن الصيام المتقطع يحمل مخاطر كبيرة لمرضى السكري، وأهمها التقلبات الخطيرة في مستويات سكر الدم (هبوط السكر وارتفاعه) خاصةً لأولئك الذين يتناولون الأنسولين أو بعض الأدوية الفموية. كما أن هناك مخاطر أخرى مثل الجفاف والحماض الكيتوني السكري (خاصة للنوع الأول).

لهذا السبب لا يمكننا اعتبار الصيام المتقطع نظاماً يمكن تجربته بشكل فردي أو عشوائي من قبل مرضى السكري. إن محاولة اتباعه دون استشارة طبية متخصصة ودون تعديل الأدوية تحت إشراف طبي ودون مراقبة دقيقة لمستويات السكر يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على صحتك.

صحتك هي الأهم فلا تتخذ قرارات تتعلق بنظامك الغذائي أو علاجك دون استشارة طبية متخصصة. اعمل دائمًا بشكل وثيق مع طبيبك وفريق الرعاية الصحية الخاص بك لاتخاذ الخيارات الأفضل والآمنة لحالتك.

قائمة المراجع:

  1. Johns Hopkins Medicine. Intermittent Fasting: What is it, and how does it work? [Internet]. [cited 2025 Apr 27]. Available from: https://www.hopkinsmedicine.org/health/wellness-and-prevention/intermittent-fasting-what-is-it-and-how-does-it-work
  2. Mayo Clinic. Intermittent fasting: What are the benefits? [Internet]. [cited 2025 Apr 27]. Available from: https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/nutrition-and-healthy-eating/expert-answers/intermittent-fasting/faq-20441303
  3. International Diabetes Federation. Diabetes and Fasting [Internet]. [cited 2025 Apr 27]. Available from: https://idf.org/about-diabetes/diabetes-management/diabetes-and-fasting/
  4. Zoeller C, Mayer L, Tripolt NJ, et al. Efficacy of Fasting in Type 1 and Type 2 Diabetes Mellitus: A Narrative Review. Nutrients. 2023 Aug 10;15(16):3525. doi: 10.3390/nu15163525. PMID: 37630716; PMCID: PMC10459496.
  5. Benkhadra K, Alahdab F, Tamhane SU, et al. The effects of intermittent fasting on glycemic control and body composition in adults with obesity and type 2 diabetes: a systematic review. Metab Syndr Relat Disord. 2020 Oct;18(8):364-372. doi: 10.1089/met.2020.0048. PMID: 32780629.
  6. Guo H, Xu Y, Zhao H, et al. Intermittent fasting versus continuous energy-restricted diet for patients with type 2 diabetes mellitus and metabolic syndrome for glycemic control: A systematic review and meta-analysis of randomized controlled trials. Diabetes Res Clin Pract. 2021 Sep;179:109003. doi: 10.1016/j.diabres.2021.109003. Epub 2021 Aug 12. PMID: 34391831.
  7. Al-Ozairi E, El Samad A, Al Kandari J, Aldibbiat AM. Intermittent Fasting Could Be Safely Achieved in People With Type 1 Diabetes Undergoing Structured Education and Advanced Glucose Monitoring. Diabetes Spectr. 2019 Dec;32(4):349-355. doi: 10.2337/ds19-0011. PMID: 31890008; PMCID: PMC6906269.
  8. Tripolt NJ, Buchinger S, Fröhlich-Reiterer EE, et al. Safety of a 36-h fasting period in adults with type 1 diabetes: A cross-over feasibility trial. Diabetes Obes Metab. 2021 Oct;23(10):2382-2386. doi: 10.1111/dom.14480. Epub 2021 Jul 19. PMID: 34184797; PMCID: PMC8456929.
  9. Madsen KS, Pedersen CR, Haase CL, et al. Intermittent fasting versus standard diet in insulin-treated type 2 diabetes (INTERFAST-2)-A randomized controlled trial investigating the effect on glycaemic control, body weight and need for insulin. Diabetes Obes Metab. 2022 Aug;24(8):1506-1516. doi: 10.1111/dom.14732. Epub 2022 May 16. PMID: 35481706; PMCID: PMC9304224.
  10. Diabetes UK. Intermittent fasting for type 2 diabetes remission [Internet]. [Updated 2024 Jan 29; cited 2025 Apr 27]. Available from: https://www.diabetes.org.uk/about-diabetes/type-2-diabetes/remission/intermittent-fasting-for-remission

4 تعليقات
إرسال تعليق
  1. ابو الوليد ابو الوليد11/09/2024

    شكرا لك

    ردحذف
  2. ابو الوليد ابو الوليد11/09/2024

    شكرا

    ردحذف
    الردود
    1. على الرحب والسعة، حياكم الله في مدونتنا الجميلة

      حذف

إعلان أول الموضوع

إعلان وسط الموضوع

إعلان أخر الموضوع

Back to top button
تعريف الارتباط

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.