قد تلاحظين كأم أو تلاحظ كأب بعض التغيرات في صحة طفلك أو سلوكه تثير قلقك، وهذا أمر طبيعي تماماً. يأتي هذا المقال ليكون دليلك، حيث نشرح بوضوح وبساطة العلامات التي قد تشير إلى إصابة الأطفال أو المراهقين بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني.
![]() |
أعراض السكري عند الأطفال والمراهقين - العلامات والإنذارات |
هدفنا هو مساعدتك على التعرف المبكر على هذه الأعراض، لأن الاكتشاف المبكر يفتح الباب لتدبير أفضل للحالة وصحة أفضل لطفلك على المدى الطويل. تذكر دائماً أن مرض السكري رغم جديته، يمكن التعايش معه والسيطرة عليه بالرعاية والمتابعة الصحيحة.
لمحة سريعة عن مرض السكري لدى الصغار
مرض السكري هو حالة تؤثر على كيفية استخدام الجسم للسكر (المسمى علمياً الجلوكوز) للحصول على الطاقة. المشكلة تكمن في هرمون يسمى الأنسولين وهو أشبه بمفتاح يسمح للسكر بدخول خلايا الجسم لتغذيتها. عندما يكون هناك خلل في الأنسولين يتراكم السكر في الدم بدلاً من استخدامه كوقود.
يوجد نوعان رئيسيان من السكري يهمان الأطفال والمراهقين:
- السكري من النوع الأول: يحدث هذا النوع عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم - عن طريق الخطأ - الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين في البنكرياس ويدمرها. نتيجة لذلك يتوقف الجسم عن إنتاج الأنسولين أو ينتج كمية قليلة جداً منه. يظهر هذا النوع غالباً في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وكان يُعرف سابقاً بـ "سكري الأطفال"، ويتطلب العلاج بالأنسولين للحياة.
- السكري من النوع الثاني: في هذا النوع لا يستجيب الجسم للأنسولين بشكل صحيح (وهذا ما يسمى "مقاومة الأنسولين")، أو قد لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم. أصبح هذا النوع أكثر شيوعاً بين الأطفال والمراهقين في السنوات الأخيرة، وغالباً ما يرتبط بعوامل مثل زيادة الوزن وقلة النشاط البدني.
فهم الفرق بين النوعين يساعد على فهم طبيعة الأعراض التي قد تظهر على طفلك.
أعراض السكري من النوع الأول عند الأطفال والمراهقين - العلامات المنذرة
عادةً ما تظهر أعراض السكري من النوع الأول لدى الأطفال والمراهقين بشكل مفاجئ وسريع ربما خلال أيام أو أسابيع قليلة. يحدث هذا لأن الجسم يفقد قدرته على إنتاج الأنسولين بسبب الهجوم المناعي الذاتي على خلايا البنكرياس.
بدون الأنسولين يبقى السكر محبوساً في مجرى الدم ولا يمكن للخلايا استخدامه للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. يحاول الجسم التخلص من هذا السكر الزائد عن طريق البول وهذا يسبب سلسلة من الأعراض المميزة.
إليك أبرز العلامات التي يجب البحث عنها:
- زيادة ملحوظة في العطش.
- كثرة التبول بشكل غير عادي.
- التبول في الفراش مجدداً (لطفل كان يتحكم في البول ليلاً).
- الشعور بالجوع الشديد دائماً.
- فقدان الوزن رغم الأكل.
- الشعور بالتعب والإرهاق الشديد.
- تقلب المزاج أو سهولة الاستثارة.
- تشوش أو ضبابية في الرؤية.
- رائحة نفس تشبه الفاكهة.
تحدث هذه الأعراض بشكل مترابط. فمثلاً ارتفاع السكر في الدم يدفع الكلى لمحاولة التخلص منه عبر البول، وهذا يسبب كثرة التبول. نتيجة لفقدان السوائل بكثرة يشعر الطفل بعطش شديد ويشرب كميات كبيرة من الماء. عودة التبول اللاإرادي ليلاً لدى طفل كان قد تخطى هذه المرحلة هي علامة مهمة جداً مرتبطة بزيادة كمية البول.
رغم أن الطفل قد يأكل أكثر من المعتاد بسبب الجوع الشديد إلا أن خلايا جسمه لا تستطيع الاستفادة من السكر الموجود في الطعام بدون الأنسولين. لهذا السبب يشعر بالإرهاق والتعب وقد يبدأ جسمه في تكسير الدهون والعضلات للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن غير المبرر. أما رائحة النفس التي تشبه الفاكهة أو الأسيتون فهي علامة على تراكم مواد تسمى الكيتونات وقد تشير إلى حالة خطيرة سنتحدث عنها لاحقاً.
من المهم أيضاً الانتباه للتغيرات السلوكية. قد يبدو الطفل سريع الانفعال أو متقلب المزاج أكثر من المعتاد. بينما تكون هذه التغيرات طبيعية في بعض الأحيان إلا أنها تكتسب أهمية خاصة إذا ترافقت مع الأعراض الجسدية الأخرى المذكورة فقد تكون مرتبطة بتقلبات مستوى السكر في الدم وتأثيرها على الجسم والدماغ.
أعراض السكري من النوع الثاني - هل تختلف العلامات؟
على عكس النوع الأول غالباً ما يتطور السكري من النوع الثاني لدى الأطفال والمراهقين ببطء وتدريجياً أحياناً على مدى أشهر أو حتى سنوات. في بعض الحالات لا تكون هناك أي أعراض ملحوظة على الإطلاق ويكتشف المرض بالصدفة أثناء فحص طبي روتيني أو عند إجراء تحاليل لسبب آخر.
هذا التطور البطيء أو عدم وجود أعراض واضحة يجعل الاكتشاف المبكر تحدياً كبيراً خاصةً أن هذا النوع أصبح يصيب فئات عمرية أصغر سناً بسبب ارتباطه بعوامل مثل زيادة الوزن وقلة الحركة.
بعض الأعراض تتشابه مع النوع الأول لكن شدتها وسرعة ظهورها تختلف عادةً. تشمل العلامات المحتملة للسكري من النوع الثاني لدى الصغار:
- زيادة العطش.
- كثرة التبول (وخاصة ليلاً).
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- تشوش الرؤية.
- بطء التئام الجروح أو القروح.
- تكرار الإصابة بالالتهابات (مثل التهابات الجلد أو المسالك البولية).
- حكة (خاصة حول الأعضاء التناسلية، قد يصاحبها عدوى فطرية).
- بقع داكنة مخملية بالجلد (الشواك الأسود).
- فقدان الوزن (أقل شيوعاً من النوع الأول، وقد يصاحبه زيادة وزن).
من العلامات المميزة التي تظهر لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني هي ظهور بقع جلدية داكنة ذات ملمس مخملي، تُعرف باسم "الشواك الأسود" (Acanthosis Nigricans). تظهر هذه البقع عادةً في ثنايا الجلد مثل الرقبة وتحت الإبطين وبين الفخذين.
يعتبر ظهورها مؤشراً قوياً على وجود مقاومة للأنسولين في الجسم، وهي السمة الأساسية للسكري من النوع الثاني. رؤية هذه البقع تستدعي الانتباه واستشارة الطبيب للتحقق من احتمالية الإصابة بالسكري.
على عكس النوع الأول حيث يكون فقدان الوزن شائعاً قد لا يحدث فقدان الوزن في النوع الثاني، بل أحياناً يكون الطفل يعاني من زيادة في الوزن أو السمنة، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بهذا النوع. هناك عوامل أخرى تزيد من احتمالية الإصابة تشمل وجود تاريخ عائلي للمرض وقلة النشاط البدني والانتماء لبعض الأعراق، وإصابة الأم بسكري الحمل سابقاً.
الأعراض | النوع الأول (Type 1) | النوع الثاني (Type 2) |
---|---|---|
العطش الشديد | شائع جداً ومفاجئ | ممكن، غالباً تدريجي |
كثرة التبول | شائع جداً ومفاجئ | ممكن، خاصة ليلاً، غالباً تدريجي |
الجوع الشديد | شائع | ممكن |
فقدان الوزن | شائع وغير مبرر | أقل شيوعاً، قد يصاحبه زيادة وزن |
الإرهاق | شائع | شائع |
تشوش الرؤية | ممكن | ممكن |
رائحة النفس | ممكن (فاكهية/كيتونية) | نادرة جداً |
بقع الجلد الداكنة | لا | ممكن (الشواك الأسود) |
شيوع الحماض الكيتوني (DKA Frequency) | شائع عند التشخيص/الإهمال | أقل شيوعاً، لكن ممكن |
سرعة ظهور الأعراض | سريع (أيام/أسابيع) | تدريجي/بطيء (أشهر/سنوات)، قد لا توجد أعراض |
علامات السكري لدى الرضع والأطفال الصغار جداً
تشخيص مرض السكري لدى الرضع والأطفال الصغار هو تحدي خاص. هؤلاء الصغار لا يستطيعون التعبير عن شعورهم بالعطش أو التعب بكلمات واضحة، كما أن بعض الأعراض قد تتشابه مع مشاكل طفولية شائعة أخرى مثل التهابات الحفاض أو المغص أو حتى مجرد البكاء.
نتيجة لذلك قد يتأخر التشخيص أحياناً حتى يصل الطفل إلى مرحلة متقدمة أو يصاب بالحماض الكيتوني السكري (DKA)، وهي حالة طارئة.
لذلك على الأهل ومقدمي الرعاية الانتباه جيداً لأي تغييرات غير طبيعية ومستمرة. إليك بعض العلامات التي قد تشير إلى السكري لدى هذه الفئة العمرية الصغيرة:
- زيادة عدد الحفاضات المبللة بشكل لافت.
- عطش شديد (يظهر كطلب مستمر للرضاعة أو الماء).
- زيادة الشهية أو الجوع الشديد.
- فقدان الوزن رغم الأكل الجيد أو عدم زيادة الوزن كما هو متوقع.
- تأخر النمو.
- خمول أو تعب غير مبرر (نوم أكثر من المعتاد، قلة نشاط).
- تهيج أو بكاء غير معتاد بدون سبب واضح.
- طفح حفاض فطري (بسبب فطر الخميرة) مستمر أو مقاوم للعلاج.
- رائحة نفس فاكهية.
- قيء غير مبرر.
قد تلاحظين أن حفاض طفلك أصبح أثقل أو يحتاج للتغيير بوتيرة أسرع من المعتاد. قد يطلب الرضاعة أو قنينة الماء بإلحاح حتى بعد أن يكون قد شرب للتو. على الرغم من شهيته الجيدة أحياناً قد تلاحظين أنه لا ينمو بالمعدل الطبيعي أو أنه يفقد وزناً. قد يبدو أيضاً خاملاً بشكل غير عادي أو سريع الانفعال.
علامة أخرى يجب الانتباه لها هي طفح الحفاض الفطري (الناتج عن فطر الكانديدا) الذي لا يستجيب للعلاجات المعتادة. تزدهر الفطريات في البيئات الغنية بالسكر ووجود سكر زائد في بول الطفل (بسبب ارتفاع سكر الدم) يمكن أن يشجع نموها. لذلك إذا استمر طفح الحفاض رغم العلاج خاصةً إذا ترافق مع علامات أخرى فمن المهم إخبار الطبيب بذلك.
الحماض الكيتوني السكري (DKA) - حالة طارئة تستدعي التدخل الفوري
الحماض الكيتوني السكري المعروف اختصاراً بـ DKA هو أحد أخطر مضاعفات مرض السكري، ويمكن أن يهدد الحياة إذا لم يُعالج بسرعة. يحدث عندما يكون هناك نقص شديد في الأنسولين في الجسم (وهو شائع جداً في النوع الأول غير المشخص أو غير المسيطر عليه، ولكنه قد يحدث أيضاً في النوع الثاني). بدون الأنسولين الكافي لا تستطيع الخلايا استخدام السكر للحصول على الطاقة، فيبدأ الجسم بتكسير الدهون كمصدر بديل للطاقة.
عملية تكسير الدهون هذه تنتج مواد حمضية تسمى الكيتونات. عندما تتراكم الكيتونات بكميات كبيرة في الدم يصبح الدم حمضياً بشكل خطير، وهذا يؤثر على وظائف أعضاء الجسم الحيوية. في بعض الأحيان يكون الحماض الكيتوني السكري هو أول علامة تكتشف إصابة الطفل بالسكري من النوع الأول.
يجب التأكيد على أن الحماض الكيتوني السكري هو حالة طبية طارئة تتطلب الذهاب إلى المستشفى فوراً لتلقي العلاج.
إليك الأعراض الرئيسية للحماض الكيتوني السكري التي تستدعي التدخل الطبي الفوري:
- غثيان أو قيء شديد ومستمر.
- ألم حاد في البطن.
- رائحة نفس مميزة (تشبه الفاكهة المتعفنة أو الأسيتون/مزيل طلاء الأظافر).
- تنفس سريع وعميق (يبدو كأن الطفل يلهث).
- جفاف شديد (فم جاف جداً، جلد فاقد للمرونة، عيون غائرة).
- ارتباك ذهني أو صعوبة في التركيز أو الاستجابة.
- نعاس شديد جداً أو صعوبة بالغة في إيقاظ الطفل.
- فقدان الوعي (غيبوبة).
ظهور هذه الأعراض خاصةً القيء المستمر وألم البطن والتنفس السريع ورائحة النفس المميزة يشير إلى حالة حرجة تتطلب علاجاً طبياً عاجلاً في قسم الطوارئ. قد يخلط البعض بين أعراض مثل القيء وألم البطن وبين التهاب المعدة والأمعاء (النزلة المعوية)، ولكن وجود الأعراض الأخرى مثل التنفس السريع أو رائحة النفس يجب أن يثير الشك بقوة نحو الحماض الكيتوني السكري. رائحة النفس التي تشبه الفاكهة أو الأسيتون هي علامة مميزة جداً لوجود الكيتونات ولا يجب تجاهلها أبداً.
إذا كان طفلك مشخصاً بالسكري بالفعل فسيطلب منك الطبيب عادةً فحص الكيتونات في البول أو الدم باستخدام شرائط خاصة عندما يكون مستوى السكر في الدم مرتفعاً جداً أو عندما يكون الطفل مريضاً. وجود مستويات متوسطة أو عالية من الكيتونات يتطلب التواصل مع فريق الرعاية الصحية فوراً أو التوجه للطوارئ حسب تعليماتهم.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
معرفة متى تطلب المساعدة الطبية أمر ضروري جداً. ثق بحدسك كأب أو كأم؛ إذا شعرت أن هناك شيئاً غير طبيعي في صحة طفلك فلا تتردد في استشارة الطبيب. إليك توجيهات واضحة لمساعدتك:
استشر طبيب الأطفال أو طبيب الأسرة في أقرب وقت ممكن (يفضل في نفس اليوم) إذا:
- شككت في إصابة طفلك بالسكري بناءً على ظهور أي من الأعراض الرئيسية المذكورة سابقاً (مثل زيادة العطش، أو كثرة التبول، أو التعب غير المبرر، أو فقدان الوزن، أو تشوش الرؤية، أو حتى التبول اللاإرادي مجدداً).
- لاحظت أكثر من عرض واحد من هذه الأعراض معاً، حتى لو بدت خفيفة في البداية.
- استمرت الأعراض لبضعة أيام أو لاحظت أنها تزداد سوءاً.
سيقوم الطبيب بتقييم حالة طفلك وقد يجري فحوصات بسيطة وسريعة، مثل قياس مستوى السكر في الدم أو فحص عينة من البول، لتحديد ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من التقييم. الاكتشاف والعلاج المبكر للسكري يحسن النتائج الصحية بشكل كبير.
اطلب المساعدة الطبية الطارئة فوراً (اتصل بالإسعاف أو توجه إلى أقرب قسم طوارئ) إذا:
- ظهرت على طفلك أي من علامات الحماض الكيتوني السكري (DKA) التي ذكرناها سابقاً، وأهمها:
- القيء المستمر أو ألم شديد في البطن.
- رائحة نفس تشبه الفاكهة أو الأسيتون.
- تنفس سريع وعميق وصعوبة في التنفس.
- ارتباك شديد أو عدم قدرة على التركيز.
- نعاس شديد جداً أو صعوبة في إيقاظه.
- فقدان الوعي.
- لاحظت أن الأعراض الأولية للسكري (العطش، التبول، التعب) تتفاقم بسرعة كبيرة.
من الضروري جداً التفريق بين الحاجة لاستشارة طبية عاجلة (لأعراض السكري العامة) والحاجة لتدخل طارئ فوري (لأعراض الحماض الكيتوني السكري). التأخير في علاج الحماض الكيتوني السكري يمكن أن يكون له عواقب وخيمة جداً. لا تتردد أبداً في طلب المساعدة الطارئة إذا شككت في وجود هذه الحالة الخطيرة.
الأسئلة الشائعة
نجيب هنا على بعض الأسئلة التي قد تدور في ذهنك حول أعراض السكري لدى الأطفال والمراهقين:
هل يمكن أن يصاب طفلي بالسكري دون أن تظهر عليه أعراض واضحة؟
نعم هذا ممكن خاصةً في حالة السكري من النوع الثاني. أحياناً تكون الأعراض خفيفة جداً أو تتطور ببطء شديد بحيث لا يلاحظها الأهل، أو قد لا تظهر أعراض إطلاقاً في البداية. لهذا السبب تعتبر الفحوصات الدورية مهمة خصوصاً للأطفال الذين لديهم عوامل خطر مثل السمنة أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري.
ما الفرق الأساسي بين أعراض النوع الأول والثاني عند الأطفال؟
الفرق الرئيسي يكمن في سرعة الظهور والشدة. فأعراض النوع الأول تظهر عادةً بسرعة خلال أيام أو أسابيع وتكون واضحة جداً (عطش، تبول، جوع، فقدان وزن). أما أعراض النوع الثاني فغالباً ما تتطور ببطء على مدى أشهر أو سنوات وتكون أقل وضوحاً، وقد ترتبط بزيادة الوزن وظهور بقع جلدية داكنة.
طفلي يتبول كثيراً ويشعر بالعطش، هل هذا يعني بالتأكيد أنه مصاب بالسكري؟
كثرة التبول والعطش هي بالفعل من الأعراض الشائعة جداً والمبكرة للسكري. لكن من المهم معرفة أنها قد تحدث أيضاً لأسباب أخرى غير السكري (مثل التهاب المسالك البولية أو السكري الكاذب في حالات نادرة). لذلك لا يمكن الجزم بالتشخيص بناءً على هذين العرضين فقط، ومن الضروري جداً استشارة الطبيب لتقييم الحالة وإجراء الفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص أو استبعاد الأسباب الأخرى.
هل رائحة الفم التي تشبه الفاكهة خطيرة؟
نعم هذه الرائحة تعتبر علامة خطيرة جداً. تشير عادةً إلى تراكم الكيتونات في الجسم نتيجة نقص الأنسولين الشديد وهي سمة مميزة لحالة الحماض الكيتوني السكري (DKA).
إذا لاحظت هذه الرائحة لدى طفلك خاصةً إذا ترافقت مع أعراض أخرى مثل الغثيان أو ألم البطن أو التنفس السريع، فيجب التوجه إلى قسم الطوارئ فوراً دون أي تأخير.
متى تبدأ أعراض السكري بالظهور عادةً عند الأطفال؟
السكري من النوع الأول يمكن أن يظهر في أي عمر حتى عند الرضع، لكن هناك فترات يكون فيها التشخيص أكثر شيوعاً، وهي تقريباً بين عمر 5 إلى 6 سنوات، ومرة أخرى بين 11 إلى 13 عاماً. أعراضه تظهر بسرعة كما ذكرنا.
أما السكري من النوع الثاني فبينما كان نادراً في الماضي لدى الأطفال فقد أصبح يظهر بشكل متزايد وغالباً ما يشخص في فترة المراهقة (عادةً بعد سن العاشرة)، وتتطور أعراضه ببطء.
الخاتمة
مرض السكري بنوعيه الأول والثاني يمكن أن يصيب الأطفال والمراهقين في مختلف الأعمار. الانتباه للعلامات المبكرة مثل زيادة العطش وكثرة التبول والجوع الشديد وفقدان الوزن غير المبرر والتعب المستمر وتشوش الرؤية أمر مهم للغاية. تذكر أن أعراض النوع الأول تظهر عادةً بسرعة، بينما تكون أعراض النوع الثاني تدريجية أو حتى غائبة في البداية.
حالة الحماض الكيتوني السكري (DKA) هي حالة طارئة تتطلب تدخلاً طبياً فورياً وعلاماتها تشمل القيء وألم البطن ورائحة النفس المميزة والتنفس السريع والارتباك والنعاس الشديد.
لا تتردد أبداً في استشارة الطبيب إذا لاحظت أياً من أعراض السكري المحتملة على طفلك. الاكتشاف المبكر والتشخيص الصحيح هما الخطوة الأولى نحو إدارة ناجحة للمرض وضمان صحة طفلك ونموه بشكل طبيعي. تذكر دائماً أنت لست وحدك ومع الرعاية والدعم المناسبين يمكن لطفلك أن يعيش حياة صحية ونشيطة رغم الإصابة بالسكري.
المراجع:
American Diabetes Association Professional Practice Committee. 14. Children and Adolescents: Standards of Care in Diabetes—2025. Diabetes Care. 2025 Jan 1;48(Supplement_1):S283-S305. doi: 10.2337/dc25-S014. PMID: 39651980; PMCID: PMC11635046.
Mayo Clinic Staff. Type 1 diabetes in children. Mayo Clinic. September 02, 2023. Accessed May 1, 2025. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/type-1-diabetes-in-children/symptoms-causes/syc-20355306
Mayo Clinic Staff. Type 2 diabetes in children. Mayo Clinic. November 18, 2023. Accessed May 1, 2025. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/type-2-diabetes-in-children/symptoms-causes/syc-20355318
National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK). Symptoms & Causes of Diabetes. NIH Publication No. 16-4694. December 2021. Accessed May 1, 2025. https://www.niddk.nih.gov/health-information/diabetes/overview/symptoms-causes
Centers for Disease Control and Prevention (CDC). Diabetes Symptoms. Page last reviewed: April 18, 2023. Accessed May 1, 2025. https://www.cdc.gov/diabetes/basics/symptoms.html
Wolfsdorf JI, Glaser N, Agus M, et al; ISPAD. ISPAD Clinical Practice Consensus Guidelines 2022: Diabetic ketoacidosis and the hyperglycemic hyperosmolar state. Pediatr Diabetes. 2022;23(7):845-868. doi: 10.1111/pedi.13406.
Dabelea D, Mayer-Davis EJ, Saydah S, et al; SEARCH for Diabetes in Youth Study. Prevalence of Type 1 and Type 2 Diabetes Among Children and Adolescents From 2001 to 2009. JAMA. 2014;311(17):1778–1786. doi:10.1001/jama.2014.3201.
Feldman AG, Geyer S, Bekris LM, et al; Type 1 Diabetes TrialNet Study Group. Factors Associated With Diabetic Ketoacidosis at Diagnosis of Type 1 Diabetes in Children and Young Adults. JAMA Netw Open. 2023;6(10):e2336659. doi:10.1001/jamanetworkopen.2023.36659.